اآراء حول وضع مدارس تحسين الخطوط بمصر
آعبدالحميد مصطفي.. مدير المدرسة السعيدية لتحسين الخطوط العربية.. يدق ناقوس الخطر.. فيقول أن باع مصر الطويل ومسيرتها في تطوير وكتابة الخطوط العربية منذ عهد الملك فؤاد الذي استقدم أشهر الخطاطين الأتراك لكتابة المصحف الشريف وانشاء مدارس للخط العربي تتبع وزارة المعارف.. والتي حمل المتخرجون منها لواء الريادة المصرية في كتابة الخطوط العربية ليس علي مستوي الوطن العربي فقط ولكن علي مستوي العالم الإسلامي.. وخاصة بعد انهيار الخلافة العثمانية وتبدل أحوال تركيا السياسية.
إلا أن عدم اعتماد لائحة عمل لمدارس الخطوط العربية أو وضع مناهج موحدة للتدريس بها.. يهدد بتخريج أجيال غير مؤهلة عملياً لممارسة تلك المهنة.. خاصة أن التدريس في كافة مدارس الخطوط علي مستوي الجمهورية يعتمد علي المجهود الذاتي للقائمين علي تلك المدارس والذين لا يتسم العديد منهم بالمعرفة الكاملة بقواعد كتابة الخط العربي الأساسية والتراكيب الفنية لأشكاله خاصة في الأقاليم.. أي أن المسألة اصبحت تعتمد علي مدي قوة وتمكن القائمين علي التدريس بتلك المدارس.. فكلما كان مجموعة المدرسين أقوياء كان المنهج المقدم أقوي وأفضل ويضيف أن الوزارة مطالبة في المقام الأول بتوحيد المناهج الدراسية في مدارس الخطوط العربية كبداية للإصلاح ووضع اللبنة الأولي لإخراج أجيال مسلحة بالموهبة والمعرفة العلمية.
ويدعو أحمد أبو زيد.. مدرس الخط العربي.. إلي الاهتمام والنظر إلي القائمين علي التدريس بمدارس الخطوط العربية.. باعتبارهم أساس العملية التعليمية بها.. فليس من المعقول أن يكون أجر مدرس الخط العربي هو 2 جنيه في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.. بل أن قرار الادارة التعليمية يجعل الدراسة بمصروفات تبلغ 100 جنيه لطالب دبلومة التخصص و60 جنيها لطالب الدبلوم حيث تم تخصيص 40% من جملة تلك المبالغ للمدرسة و60% للادارات التعليمية.. في حين أن مدرسي الخطوط يتحملون كافة الأعمال الإدارية وتوفير المتعلقات اللازمة لأعمال الدراسة من دواليب لحفظ الملفات وأدوات يحتاجها الطالب.. يكفي أن كل مدارس الخطوط العربية لا يوجد لها مكان مستقل في المدارس الملحقة بها بل يعاملون علي أنهم مجرد ضيوف عابرين لا يحق لهم تخصيص حجرات أو مقاعد.
اضافة إلي ذلك فقد رفضت أغلب الادارات رفع قيمة الحصة بمدارس الخطوط إلي 5 جنيهات باعتبارنا من المدارس الفنية والمتخرجين منها يحصلون علي درجة الدبلوم.. وأسوة بمدارس الصنايع.. إلا أن الرد هو عدم وجود ميزانية تكفي.. وبذلك فقد حرمنا حتي من حقنا القانوني.
ويؤكد أحمد أبو زيد.. أن كافة القائمين علي العمليات التدريسية بمدارس الخطوط العربية.. لديهم أعمال أخري وأنهم يمارسون تلك المهنة حباً فيها.. ولكي يكملوا مسيرة الرواد والأجداد في الحفاظ علي الهوية والتراث العربي والإسلامي.. خاصة أن الخط العربي هو لغة كتابة القرآن الكريم.. علاوة علي الفوائد التي يحظي بها دارسه من تعلم الصبر لإخراج وكتابة الحروف والخطوط بالشكل المطلوب.. والتذوق للتراكيب الفنية لأشكال وأنواع الخط العربي إضافة إلي الهدوء والنظافة أثناء الكتابة لأخراج الخط بشكل جيد يحظي برضي وقبول قارئيه.
ويري أحمد قشطة.. رائد كتابة خط الثلث في مصر.. أن تطوير مدارس تحسين الخطوط العربية سوف يعود بفائدة مادية وحضارية علي مصر.. خاصة أن هناك العديد من الوافدين يحضرون لمصر من الدول العربية والأوروبية لتعلم قواعد كتابة الخط العربي.. بل ان الخطاطين المصريين مطلوبون في الدول العربية.. وأنه بمزيد من الاهتمام والتسويق لمدارسنا سوف نحصل علي مردود ايجابي لا ينحصر فقط في الاقبال علي دراسة الخط العربي من مصر فقط بل ومن جميع أنحاء العالم. وخير دليل علي تفوقنا وتمتع مصر بالعديد من المواهب بالرغم من نقص الامكانيات.. فوز 4 من طلاب المدارس بجوائز في الخط العربي في مسابقة تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
ويرجع خالد محيي الدين الحسيني.. مدرس للخط العربي ظاهرة انتشار رداءة الخط بين طلاب الجامعات المصرية والحاصلين علي شهادات عليا.. لعدم الاستعانة بمدرس متخصص لتدريس الخطوط في مرحلة ماقبل التعليم الإبتدائي وفي التعليم الأساسي بصفة عامة مما يكون له مردود سلبي علي مسيرة الطلاب العلمية. ويطالب وزارة التربية والتعليم.. بزيادة دعمها المادي والمعنوي لمادة الخط العربي مما يكون له تأثير ايجابي علي كافة الأنشطة التعليمية.
أما الخطاط الشاب مصطفي العمري.. والحاصل علي بكالوريوس فنون جميلة والمتخصص في الزخرفة فيشن هجوماً عنيفاً علي مدرسي اللغة العربية في مدارسنا المصرية.. متهماً معظمهم بالجهل بقواعد كتابة الخط العربي.. وتسببهم في القضاء علي عشرات من المواهب بين الطلاب.. لعدم اعتنائهم بمادة الخط العربي وادراكهم لخطورة وأهمية تلك المادة في الحفاظ علي تراثنا ومواجهة موجات التغريب القادمة علينا.
و
يري أن الغالبية العظمي من مدارس الخط العربي هي مجرد ديكور وصورة فقط وأن سياسة وزارة التربية والتعليم القائمة علي الاهتمام بالكم وليس بالكيف.. مشيراً إلي أنها فاشلة وسوف تؤدي إلي موت تلك المدارس اكلينيكياً. خاصة أنه لا يوجد طرق للتقييم أو المتابعة لتلك المدارس من الادارات التعليمية.. ولكن كل ادارة تعطي التمام بوجود مدرسة لتعليم الخطوط لديها.
ويناشد أحمد انيس.. طالب في السنة النهائية "تخصص" وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بدعم مدارس الخطوط وتوفير الامكانيات.. خاصة أن الدراسة عبارة عن دراسة عملية يتحمل فيها الطالب كافة الأدوات ومتطلبات الدراسة خاصة مع تخصص الطالب في فن معين كالأركيت أو الايبرو.
ويري صالح الشيخ.. مدرس للخط العربي بالأزهر الشريف.. أن مدارس الخط العربي بمصر لن ينصلح حالها في مصر إلا من خلال مناهج دراسية موحدة تربط بين القديم والحديث بمعني أن تربط بين تدريس الخط العربي وأنواعه بالطريقة التقليدية.. والاستخدامات الحديثة في الطباعة والكمبيوتر والزخرفة وذلك من خلال ورش عمل متخصصة لربط الطلاب وخريجين من تلك المدارس بمتطلبات السوق.
ويطالب وسائل الإعلام المرئية والإذاعية بأخذ المبادرة بعمل برامج متخصصة لتعليم الخط العربي ونشر أهميته بين مختلف طبقات المجتمع.. علماً أن بعض القنوات الفضائية الخاصة بدأت في تقديم برامج من تلك النوعية. والسماح لخريجي تلك المدارس بالالتحاق بكلية الفنون التطبيقية باعتبارهم حاصلين علي درجة الدبلومة.
عن الجمهورية أون لاين
الرئيسية 
أحدث الصور 
الخميس أبريل 01, 2010 4:50 pm