الخط العربي بين الإبداع والاعتياد
انصرف الناس
منذ القدم إلى تعلم هذاالفن ودراسته , معتمدين بذلك على استعداداتهم الفطرية ومواهبهم
الطبيعية, فبرز فيه اناس قديرون كشفوا كنوزه الفنية واوضحوا
مقاييسه ونسبه , فكثر بذلك الخطاطون الذين مارسوا هذا الفن , ولما كانوا على درجات متباينة
من الملكة في ضبط الخطوط العربية, فقد خلقت هذه الحالة التباين والتفاوت في قدراتهم واوضحت
لنا نموذجين من الخطاطين:ْ
الاول:ْالخطاط المبد ع
والثاني:ْالخطاط الاعتيادي
الخطاط الاعتيادي
من ادرك اساسيات الخطوط العربية وتعرف على انواعها و بقي في حدود معرفته الضيقة ,
ولم يتمكن من مسايرة روح عصره وضل خطه دون غاية قدرته وتوقفت تجربته وتعسرت لديه ولادة انماط
جديدة فاصبح فنه اعتياديا لايؤثر في وسطه
أما
الخطاط المبدع
فهو من ادرك اساسيات الخطوط العربية وتعرف على انواعها فكان ولعه بها غريبا وانتاجه
جيدا وتراكيبه جميلة, يتمتع
بالقدرة على ابتكار اشكال جديدة تفصح عن مهارته وحذقه وقدرته على الحفاظ على اصالةالخط
واستطاع ان يجد لنفسه اسلوبا مميزا ويمتلك نظرة فاحصة وملاحظة
دقيقة متجردة عن الانانية واستطاع ان يؤثر في وسطه الفني
واذا كان
الابداع يتمثل في الكشف عن زوايا جديدة لم يلتفت اليها احد فمن
الطبيعي ان تكون حالة الابداع في الخط العربي حالة غير عفوية
بل وتمكن وراءها جملةاسباب منها :ْ
مهارة الخطاط المبدع
قدرة
الخطاط على
ابتكار نماذج فنية جديدة في الخط العربي او اضافة مبدعةلتكويناته او معالجة حديثةومناسبة
كل تعبر عن مهارته وحذقه كما انه يستشعر نشوة الانتصار بالتغلب على مشكلة واجهته للوصول
الى تآلف محبب بين عناصر لوحته
يتمتع
الخطاط المتميز
برغبة الميل الى الاستحداث والابتكار وخاصة في فنه وهذا الميل خلق لديه نظرة فاحصة
للاشكال والنماذج التي استحدثتها واثرى بها الخطوط العربية كما انها ساعدت بنفس الوقت
على بث روح التطور والنماء في الخط العربي والقضاء على السأم والملل
الاثارة والاعجاب
مقدرة الخطاطين
المبدعين وسعة اطلاعهم وكفاءتهم للوصول الى انماط جمالية فريدة اثارت اعجاب الناس وشدت
انتباههم فالخطاط المبدع ينزع الى الجديد المبتكر الذي يتحدى الخيال ويثير الاعجاب وكان يجمع
بين الحيوان والطير والانسان في صباغة تشكيلية جذابة
التدريب المستمر والتركيز الذهني الجيد
حالة
الابداع التي يسعى وراءها الخطاط تطلبمنه تدريبا دقيقا وتركيزا ذهنياجيدا
فنمت لديه ملكة الملاحظةالدقيقة
حيوية
الخطوط العربية
ميزةالتعبيرالفني
في الحرف العربي جعلته عرضة لمحاكات العاملين في الحقل الفني الهادفة لتقديم اشكال
جديدة مبتكرة للخطوط العربية منها المقروءة ومنها المجردة واستطاع الخطاطون ان يستوعبوا
هذه الميزات بفهم ودراية عندما اكتشفوا امكانيةكتابة عبارة واحدة باشكال مختلفة
كل ذالك ترك باب التجديد والخلود اللذين هما شرطان اساسيان لكل فن مفتوح امام
مواكبة
روح العصر
التطور الواسع
للخطوط العربية تشير وبدلالة الى قدرة الخطاط يمواكبة روح العصر الذي عاشو افيه حيث
تشير اليه المصادر التاريخية علما ان الخطوط اللينة تولدت من الخط الكوفي وان الخطاطين
العرب الاوائل ينسب اليهم اختراع هندسة الخطوط وايجاد انواع جديدة في الخط العربي
كالطومار وخفيف الثلث وثقيل الثلث وغبار الحلبة التي اندثر معظمها . كما ان الخطاطين الااتراك
اوجدوا الخطوط الهيمايونية (الديواني والجلي الديواني ) واخترعوا كذلك الطغراء
والسياقة كما ينسب الى الايرانين اختراع خط النستعليق كل هذه التطورات عاشت عصرها وجعلت
من الخط العربي ابهى جمالا واحلى حلة
التنافس المشروع
لحالة التنافس
الشريف والمشروع اثرها البالغ في نطور اي جانب من جوانب الحياة
والتنافس الذي حصل بين الخطاطين ادى الى اتقان الخطوط العربية وتجويدها واستنباط حالةالتجديد
منها فكان من جراء ذلك ان ولدت خطوط عربية جديدة واندثرت اخرى ونشأت مدارس لتحسين الخطوط
العربية وبرزت في مصرحركة احياء الخط الكوفي واختراع التاج
ومن ثم الشروع بابتكار اساليب فنية مبسطة لتعليم الخط كما حصل في العراق وانتشار كراريس
خطية لتعليم الناشئة وانتشار حركة المعارض الخطية هذه الاسباب وغيرها كانت وراء ظاهرة
الابتكار والابداع في الخط العربي
منقول لعموم الفائدة