خط الثلث
من أروع الخطوط منظرا وجمالًا وأصعبها كتابة وإتقانا,
كما أنه أصل الخطوط العربية
والميزان الذي يوزن به إبداع الخطاط. ولا يعتبر الخطاط فنانًا ما لم يتقن خط الثلث، فمن أتقنه أتقن غيره بسهولة ويسر، ومن لم يتقنه لا يُعدّ بغيره خطاطًا مهما أجاد.
و يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه ؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة،
ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف
، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته،
ولأنه يأخذ وقتًا طويلًا في الكتابة.
استعمل الخطاطون خط الثلث في تزين المساجد، والمحاريب، والقباب، وبدايات
المصاحف. وخطّ بعضهم المصحف بهذا الخط الجميل. واستعمله الأدباء والعلماء
في خط عناوين الكتب، وأسماء الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية،
وبطاقات الأفراح والتعزية، وذلك لجماله وحسنه، ولاحتماله الحركات الكثيرة
في التشكيل سواء كان بقلم رقيق أو جليل، حيث تزيده في الجمال زخرفة ورونقًا.
يعتبر ابن مقلة المتوفى سنة (328هـ)، واضع قواعد هذا الخط من نقط ومقاييس
وأبعاد، وله فضل السبق عن غيره، لأن كل من جاء بعده أصبح عيالًا عليه,
وجاء بعده ابن البواب علي بن هلال البغدادي المتوفى سنة (413هـ)، فأرسى
قواعد هذا الخط وهذّبه، وأجاد في تراكيبه، ولكنه لم يتدخل في القواعد التي
ذكرها ابن مقلة من قبله فبقيت ثابتة إلى اليوم. أشهر الخطاطين المعاصرين
الذين أبدعوا في خط الثلث هو المرحوم هاشم محمد البغدادي رحمه الله