مدرسة تحسين الخطوط العربية بالجيزة
هذا موضوع سريع عن مــدرسـة تحسين الخطوط العربية بالجيزة ، و التي تساهم في الحفاظ على التراث الخطي و الذي يعد فن قائم بذاته و جزء لا يتجزأ من تــاريــخ الأمــة العربـية و الإسلاميــة ، و للأسف الشديد يعاني الخط العربي (و اللغة العربية بشكل عام) من تــدهور بين مستخدميه ، فإذا وجدنا تطبع الأجيال الجديدة بهويات و ثقافات أخرى ، فهذا في المقام الأول لا يرجع إلى العولمة و الانفتاح الحاصل حاليًا ، لأن العديد من الدول استطاعت الحفاظ و تقوية هويتها و ثقافتها بين أبـنــاءهــا ، بل و امتدت هذه التقوية لتأثر على دول أخرى حتى لو لم ترتبط معها بعلاقات وثيقة ! و هذا واضح في ثقافة دول جنوب شرق آسيا . الأحرى بنا دعم و تدعيم هويتنا و ثقافتنا العربية ، و نفض الغبار عنها ، و التي لا تقل في روعتها عن أي ثقافة أخرى !
و قد ورد العديد من الأقوال المأثورة فيما يخص الخط العربي ، فقد قال العــرب قـديـمًا : "الخط لسان اليد"، و روي عـن سيدنا على – كرم الله وجهه – أنه قال : "الخط الحسن يزيد الحق وضوحًا" ، و يقول الخليفة المأمون في الخط العربي : "لو فاخرتنا الملوك الأعاجم بأمثالها لفاخرناها بما لنا من أنواع الخط .. يقرأ في كل مكان ، ويترجم بكل لسان ، ويوجد في كل زمان" ، بالإضافة إلى العديد من الأقوال الأخرى التي تصف روعة الخط العربي و بهائه .
من ناحية أخرى ليس المطلوب أن يكون كل شخص خبير في اللغة و الخط العربي ، إنما فقط يجب أن يكون لديه القواعد الأساسية ، بحيث لا تكون مجرد نصوص في الكتب لا يتعامل بها أحد ! و التي تساعد بشكل مباشـر في تقوية الهوية و الثقافة العربية . كل ما عليك أن تتعرف أكثر على الخط العربي الرائع و أضمن لك أنك ستقع في عشقه سريعًا ، فهو يجسد عبقرية أمة من أعظم الأمم التي ظهرت على الأرض .
أخيرًا ، أود التوجه بالشكر الجزيل للأستاذ عبد الحميد مصطفى مدير هذه المؤسسة الرائعة لما قدمه لي من عون و مساعدة في إخراج هذا التقرير السريع ، و أيضًا إلى كل العاملين في المدرسة لما يبذلوه من جهد .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
~ معلومات عامة ~
تم إنشاء المدرسة في عام ١٩٦٠ ، و هي تؤدي خدمة مجتمعية من هذا الوقت حتى الآن ، و قد ساهمت في تخريج العديد من الخطاطين و أساتذة الخط العربية داخل مصر و خارجها ، و ساهمت في ترسيخ دعائم الخط العربي داخل وزارة التربية و التعليم حتى اصبح لها مناهج خاصة و كتب دراسية متخصصة في هذا العلم .
تقيم معرضًا سنويا مع نهاية كل عــــام دراسي لإبداعات طلابها و يحضرهـا وزير التربية و التعليم أو من ينوب عنه ، و كذلك كبار رجال التعليم و المهتمـين بالخــط العربي في مـصـر و خارجها . كما يكرم على هامش المعرض أحد كبار رواد الخط العربي ، و كذلك أساتذة الخط العربي من داخل مصر و خارجها .
تقوم الدراسة على أسس علمية و أكاديمية في تدريس جميع أنواع الخطوط العربية (الرقعة ، النسخ ، الثلث ، الديواني ، الفارسي ، إلخ) بالإضافة إلى الزخارف الإسلامية و أسس اللغة العربية .
الدراسة مسائية من الساعة الثالثة حتى الخامسة مساءً ، من الأحد حتى الخميس ، ولا تشترط سن محدد للدارس ، يوجد طلاب من جميع الفئات العمرية الكل يجمعهم الحب و الشغف بالخط العربي . مدة الدراسة أربع سنوات يُمنح بعدها الدارس ما يعرف بـ "دبلوم الخطوط العربية و الزخارف الإسلامية" ، و هو دبلوم معادل داخل جمهورية مصر العربية و خارجها .
يمكن للطالب بعد ذلك دراسة تخصصية لمدة عامان و يسمى "دبلوم التخصص في الخط و التذهيب" يدرس الطالب في هذا الدبلوم بشكل متخصص مادة الخط الكوفي بأنواعه (القديم و الحديث) ، بالإضافة إلى مادة التذهيب ، و هي كيفية تذهيب المصاحف و خلافه كحفاظ على التراث الإسلامي الخالد ، إلى جانب العديد من المواد الأخرى المرتبطة بفن الخط و الزخرفة و التي تأهله أن يكون متخصصًا في هذا المجال .
يبدأ التقديم بهذه المدرسة في منتصف شهر يوليو و يستمر لمدة شهر يعقبه امتحان قبول في خطي النسخ و الرقعة و تقوم المدرسة بعمل دورة تدريبية مجانية للمتقدمين لمساعدتهم على اجتياز هذا الاختبار .
تبدأ الدراسة مع بداية العام الدراسي (الذي يبدأ غالبًا في شهر ديسمبر) و تنتهي بنهاية العام الدراسـي بعد عقد امتحان نهاية العام كاختبار في المواد التي تم دراستها أثناء العام الدراسي .
تقوم المدرسة بعمل عدة أنشطة على هامش الدراسة و ذلك بإعداد ورشة عمل متخصصة متعلقة بفن الخط العربي لمساعدة الدارس على مواجهة سوق العمل فيما بعد ، و منها :
- حفر الكتابة على الرخام .
- الكتابة على الأخشاب .
- الكتابة على القماش و الخامات الأخرى .
- فن "الإبرو" ، و هو عبارة عن الرسم على سطح الماء ثم نقل هذا الرسم على لوحة خارجية .
- طريقة عمل "التقهير" و هو إعطاء الورقة المراد الكتابة عليها مظهر قديم و عتيق مثل المخطوطات القديمة .
- الزخارف التركية "للآ" .
- إعداد العمل الفني للعرض (إعداد اللوحة الفنية من البداية للنهاية) .
- الكتابة باستعمال الآركت و توظيفه لخدمة الخط العربي .
- أدوات الخطاط قديما و حديثًا (شرح و عرض) .
- التدريب على استخدام الحاسب الآلي في عمل تصميمات فنية خطية ، و كيفية تصميم الخطوط الإلكترونية .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
~ طريق الوصول ~
تقع مدرسة تحسين الخطوط العربية في مبنى ناصر داخل المدرسة السعيدية الثانوية ، و التي توجد في شارع الجامعة (شارع يصل بيـن ميدان الجيـزة و جامعة القاهرة) ، و تستفيد مدرسة الخطوط بإمكانيات مدرسة السعيدية الثانوية بما أنها تعمل بعد اليوم الدراسي للأخيرة .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
~ المعارض ~
بداية من العام الدراسي ٢٠٠٤\٢٠٠٥ ، تقوم المدرسة بعمل معرض سنوي يتم فيه عرض أعمال و لوحات الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة ، و يحضره العديد من الشخصيات العامة ، و كذلك يتم إقامته في أكثر من مكان . و المعارض كانت على النحو التالي :
عام ٢٠٠٥
معرض "بدايات قلم" و كُرم فيه مجموعة من كبار الخطاطين
عام ٢٠٠٦
معرض "تجارب خطية" و كُرم فيه الأستاذ "سيد إبراهيم" و هو أحد الرواد الكبار في الخط العربي
عام ٢٠٠٧
معرض "أنامل واعدة" و كُرم فيه الأستاذ "محمد عبد القادر" شيخ الخطاطين المصريين
عام ٢٠٠٨
معرض "نغم الحروف" و كُرم فيه الأستاذ "محمد حسني" (والد نجاة و سعاد حسني)
عام ٢٠٠٩
معرض "لآلئ الحروف" و كُرم فيه الأستاذ "محمد سعد حداد" على هامش المعرض
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
~ل